شق محاور، وتدمير بُنى تحتية إرهابية، وتصفية مخربين وتفكيك تنظيمات إرهابية. مصدر عسكري: "في المستقبل البعيد، سيحظى سكان المخيمات بحياة أفضل بكثير، مع قدر أقل بكثير من الإرهاب"
منذ انطلاق عملية "السور الحديدي"، تعمل قوات قيادة المنطقة الوسطى في عمق أراضي مخيمات اللاجئين شمال يهودا والسامرة بهدف إعادة تشكيل البيئة العملياتية، من خلال مبادرة مركّزة تهدف إلى تفكيك بؤر الإرهاب ومنع العملية الإرهابية التالية حتى قبل أن يتم التخطيط لها. وقال مصدر عسكري مطّلع على الوضع في المنطقة: "الهدف هو إعادة تشكيل ملامح المنطقة من الناحية العملياتية ومنع الإرهاب".
وتتركّز الأنشطة في ثلاثة مخيمات رئيسية هي مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس. حيث تقوم وحدات الهندسة القتالية بعمليات إعادة تشكيل ملامح المنطقة في بؤر الإرهاب من خلال شق محاور، وهدم مبانٍ، وتطوير بنى تحتية عملياتية جديدة. هذه العمليات تخلق حرية التحرك والعمل التي تسمح بإحباط العمليات الإرهابية.
إن التأثير طويل الأمد واضح إذ تم تفكيك مخيمات كانت قد تحوّلت إلى قلاع بشكل منظّم، لتصبح مناطق مفتوحة وسهلة الوصول تقع تحت سيطرة عملياتية لجيش الدفاع، ما يتيح حرية تحرك مطلقة لإحباط الإرهاب.
وتزامنًا مع ذلك، يتم بذل مجهود متواصل بمحاذاة الحدود الشرقية. علمًا بأنه وعلى مدار السنوات الأخيرة، تمّ رصد محاولات تهريب لأسلحة مختلفة عبرها، بعضها إيرانية الصنع. فحاليًا، يتمّ تأمين الحدود من قبل فرقة مخصصة تدمج بين استخدام وسائل الاستطلاع المتقدمة، والقوات البرية، والمعلومات الاستخباراتية وقدرات الإحباط المتطورة. السيطرة المحكمة تمنع مسبقًا تسرب أسلحة قد تصل إلى بنى تحتية إرهابية في منطقة يهودا والسامرة. "نحن نحولها إلى حدود مغلقة بإحكام، مع سيطرة كاملة من خلال وسائل الاستطلاع، إضافةً إلى نشاطات داخل أراضينا ترصد عمليات التهريب وتُحبطها"، حسب المصدر العسكري.
المعطيات الميدانية تتحدث عن نفسها: أكثر من 1600 معتقل مدان، ونحو 760 قطعة سلاح تمت مصادرتها، وحوالي 140 مخربًا تمّت تصفيتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة قيادة المنطقة الوسطى. هذه ليست عمليات ردّ فعل، بل مبادرات عملياتية تحافظ على قدرة جيش الدفاع على العمل في كل نقطة وفي كل وقت.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن الجيش لا يكتفي بالرد على الإرهاب – بل يعمل على تشكيل الواقع بحيث لا تُتاح الفرصة لنموّه. وختم المصدر العسكري قائلاً: "نحن نعمل على جعل المنطقة أكثر أماناً، وأكثر ذكاءً، وغير قابلة للاختراق من قبل العناصر الإرهابية. التأثير بعيد المدى ليس أمنيًا فقط – بل مدنيًا أيضًا. من يسكن هنا سيشعر بالفرق".