"سنتعامل مع الشرّ المطلق من باب رباطة الجأش والذكاء والعزيمة"

02.11.23

 

رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي:


 "إننا في خضم الحرب المستعرة.


 لقد تقدمنا إلى مرحلة تالية هامّة، حيث تخوض القوات حالياً عملية برية في شمال قطاع غزة.


يعمل مقاتلو جيش الدفاع الإسرائيلي على مدى الأيام الأخيرة في مدينة غزة ويطوّقونها من عدة اتجاهات، ما يعني توسيع نطاق التوغل وزيادة رقعة الإنجازات.
 إننا نخوض القتال في منطقة سكنية معقدة ومزدحمة، ونمارس عملنا بصورة مهنية وجريئة.


 يجري إسناد القوات البرية بالمعلومات الاستخبارية الدقيقة والنيران من الجو والبحر. إن هذا التعاون الوثيق هو مكمن نجاحنا، كونه يزيد الإنجازات التي تحققها القوات ومدى فعالية قتالها.


 يلتحم المقاتلون وجهاً لوجه مع عدو قاسٍ، غير أنهم يتمتعون بأفضلية واضحة تقوم على الصداقة والروح القتالية التي تسري في عروقنا، روح المجتمع الإسرائيلي، والشعور الدائم الذي يرافقنا باستقامة الطريق التي نسير عليها.


 إن هذه الحرب لها ثمن مؤلم وباهظ؛ إنه جزء لا يتجزأ من السعي لتأمين سلامتنا هنا. لقد فقدنا عدداً من خيرة أبنائنا خلال القتال، حيث نحتضن عائلاتهم وسوف نحقق الانتصار بفضل عظمة روحهم وذكراهم.


 لقد تأثرنا هذا الأسبوع جميعاً بعودة المجندة أوري ماغيديش إلى أحضان عائلتها. وأسمح لنفسي بالقول، بعد فترة طويلة من الخدمة العملياتية في جيش الدفاع الإسرائيلي، بأننا شهدنا ليلة دراماتيكية في عملية إنقاذ هذه المجندة، شملت اتخاذ القرارات الصعبة والخطيرة. إن المجندة أوري تمثل بحد ذاتها عالماً مكتملاً، لكننا نعلم أيضاً بأن عملية تحريرها ليست إلا "قطرة في بحر". إننا ملتزمون التزاماً عميقاً بعمل كل ما في وسعنا لإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم.


 إننا نحافظ على درجة عالية جداً من الجاهزية في كافة الساحات. إذ نعمل على الحدود الشمالية ونقاتل بعزيمة وإصرار الإرهاب الفلسطيني ولا سيما عناصر منظمة حماس في يهودا والسامرة، ونبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة احتمالات أخرى أيضاً.


 يعمل سلاح الجو بقوة كبيرة في قطاع غزة. لكن لا يجوز لكم أن تخطئوا فهم الأمر، ذلك لأننا لم نشغّل إلا أقل من نصف قوة هذا السلاح! إنه ما زال جاهزاً ومتأهباً، محملاً بالقذائف على أجنحة طيرانه وفيه الرجال المستعدون للانطلاق في أي لحظة بمنتهى القوة لخوض القتال في ساحات أخرى حينما تقتضي الضرورة ذلك.

إننا نخوض القتال تحت شعار قدسية الحياة ونواجه عدواً ينضوي تحت راية الموت والدمار.


 إننا نقاتل من أجل ضمان حقنا، وحق الأجيال القادمة، في العيش هنا بأمن وآمان والازدهار في وطننا. وسنواصل ممارسة حياتنا هنا، إذ ليس لنا وطن آخر!
 سنتعامل مع الشرّ المطلق من باب رباطة الجأش والذكاء والعزيمة. سنقاتل كمحاربين يملكون بوصلة قيمية دقيقة ويتخذون من العدالة والأخلاق نبراساً لهم، ذلك لأن دولتنا قد قامت على هذه الأسس في منطقة محاطة بمن يضمر لنا الشر.


 إننا نقاتل في الجبهة الأمامية دون أن ننسى الجبهة الداخلية. إذ ينتشر جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في مختلف القرى والبلدات والمجتمعات ومراكز إيواء السكان الذين تم إجلاؤهم، كما أنهم يرافقون العائلات الثكلى وعائلات المختطفين.


 سوف نقود القتال مستضيئين بالأهداف، وفي قلوبنا الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعززنا داخلياً، ولن ننسى أبداً الغايات التي نقاتل من أجلها، متمثلةً بالطفل الذي يركب دراجته الهوائية في دروب الكيبتوس، الزوجين المحتفلين بعرسهما نحو تكوين عائلة إسرائيلية جديدة، آبائنا وأمهاتنا، أجدادنا وجداتنا، وهم من كانوا قد عمّروا هذه الديار، لأنهم يثقون بنا فيما نحارب من أجلهم، ومن أجل أنفسنا.


 سنحارب من أجل تحقيق هذه الغايات ولضمان حياتنا كشعب حرّ في بلادنا. إننا جيش الشعب المنطلق من الشعب والساعي إلى ضمان استمرارية وجوده وازدهاره هنا في بلادنا.


 لقد قمت على امتداد الأيام الأخيرة بزيارات كثيرة للقوات الميدانية، حيث التقيت برجال الاحتياط الذين عقدوا العزم على العودة إلى البلاد من كافة أرجاء المعمورة لخوض القتال؛ كما التقيت الجنود الشبان الذين لم يُنهوا إلا قبل فترة قصيرة دورات تأهيلهم لكنهم أصروا على الانخراط في القتال والمشاركة في الذود عن حياض الوطن؛ واجتمعت بالقادة الذين يقودون المقاتلين بذكاء وشجاعة في مناطق قتالية صعبة ومعقدة.


إنني فخور بالوقوف على رأس كل هؤلاء وأعرف تماماً بأن الشعب في إسرائيل يستطيع أيضاً أن يعوّل عليهم."