التفاصيل وراء التسجيلات الأخيرة للذين خفت صوتهم إلى الأبد

12.05.24

 

أيها القائد أتمنى لك النجاح والتوفيق. وأشتاق إليك، وأحبك، وانتظر عودتك"
قبل مقتل الميجر جمال عباس رحمه الله، قائد سرية تابعة للواء المظليين، بثلاثة أيام، هو تحدث مع والده وشقيقه عبر جهاز الاتصال اللاسلكي، من مقر قيادة المنطقة الشمالية وصولاً إلى ناقلة الجنود المدرعة في قطاع غزة. وبعدها بـ 72 ساعة هو دخل إلى حي الزيتون مع مقاتلينه، ثم سقط خلال معركة في مواجهة مخربين.
"هذا ما حكاه للجميع - سأكون الأول الذي سيدخل، وإذا مات أحد هنا فسيكون أنا. بل ودوّن ذلك في كتاب صفه في المدرسة الثانوية - "أنا أوشك على الموت برصاصة خلال الحرب" يقول والده، الكولونيل (المتقاعد) عنان.
"وقبل مغادرته البيت بعد اندلاع الحرب، قال لي جمال: "بابا، أنت عسكري فتعرف أن هذه الحرب هي حرب وجودية وأن هناك خسائر. ومن الممكن أنني لن أعود من الحرب، فاعلم أنني وقفت في الطليعة وكُن فخورًا بي".

الاتصال الاسلكي بين جمال وابيه

"هل يمكنني مساعدتك بشيء؟ الإخلاء الفوري. حوّل
لم يكن من المفروض أن يصل الليفتنانت كولونيل سلمان حبكة رحمه الله إلى المعركة التي قُتل خلالها. فخاضها من أجل توفير الغطاء لصديقه الحميم والقديم الليفتنانت كولونيل تومر غرينبرغ، قائد الكتيبة 13 التابعة لغولاني حيث قُتل الليفتنانت كولونيل حبكة رحمه الله حينما أنقذ غيره من المقاتلين.
"هو كان عبارة عن إنسان مميز للغاية واستثنائي. وقد تبرع في كل ما فعله، ورغم ذلك الرتب لم تغيّر سلوكياته. وكان يعامل الجميع سواسية، من الجندي البسيط لقادته"، يقول عنه بمحبة شديدة والده عماد "هو كان يهتم بغيره، وقام بل شيء على أحسن وجه ودائمًا كان يراعي احتياجات جنوده".
لم يسمع عماد وقرينته كلمات نجلهما الأخيرة إلا ما بعد ارتقائه. "هو لم يكن الوحيد الذي سمع النداءات عبر الجهاز اللاسلكي، بل كان الأول الذي تطوع لإنقاذ زملائه"، يقول والده عماد "أيضًا في 7 أكتوبر هو هرع إلى منطقة الغلاف حيث أنقذ عشرات الأشخاص، وهذا ما فعله حتى لحظة ارتقائه".
"كثيرًا ما أسمع هذا التسجيل"، هو يعترف "دائمًا أرتاح بسماعه، فهذا يشعرني بأنه لا يزال قائمًا وموجودًا، وبطل ينقذ الأشخاص ويعمل كل شيء على أحسن وجه".

"سنفعل ما يتعين علينا فعله. الإخلاء، احتلال الأهداف، العزل، فقط سلمّونا المهام. حوّل"
في ذلك التسجيل، يمكن سماع صوت الليفتنانت كولونيل تومر غرينبرغ رحمه الله، قائد الكتيبة 13 التابعة للواء غولاني. فقد تحدث هذان الصوتان عبر الجهاز اللاسلكي في أوج معركة بطولية دارت في القطاع.
أشيرا، أرملة الليفتنانت كولونيل غرينبرغ رحمه الله سمعت الأصوات عبر جهاز الاتصال اللاسلكي بمجرد نشرها على وسائل الإعلام. "سلمان هو صديق لتومر. فكنت أتعرف عليه مباشرة. وانكسر قلبي وكنت أفكر في قرينته فورًا"، هي تتذكر متألمةً، "يا ريت لو كانت الأمور تصير بشكل مختلف. هما كانا صديقين حميمين وكانا يتقاسمان مصيرًا مشتركًا فأستمد الطاقة الهائلة من السماع عن علاقة الأخوة التي ربطتهما ببعضهما البعض. وكانت هذه اللحظة مدهشة، لدرجة أن أفضل كاتب سيناريوهات لا يستطيع صنع مثلها".
"هو كان قائدًا متينًا، وما طلبه من الجنود كان يطلبه من نفسه. وإذا كان جميع الجنود يمكثون في الميدان فكان يبقى معهم وأينما كانوا هو كان، لكن رغم صرامته كان يستطيع رؤية البني آدم الموجود وراء كل جندي".

الاتصال الاسلكي كولونيل تومر غرينبرغ وسلمان حبكة