النظام الايراني في يهودا والسامرة

29.08.24

بقلم: ميجور إيلا واوية

في الآونة الأخيرة، شهدت يهودا والسامرة تصاعدًا ملحوظًا في النشاطات والعمليات الإرهابية، التي تحمل بصمات واضحة للتدخل الإيراني. التقارير الأمنية تشير إلى أن هذه الهجمات ممولة من إيران وموجهة من قبلها، مما يسلط الضوء على التهديد المتزايد الذي يشكله الإرهاب الإيراني في هذه المنطقة.

تصاعد وتيرة العنف
منذ يوم أمس، قُتل سبعة إرهابيين في مواجهات مع قوات جيش الدفاع في يهودا والسامرة. هذا العدد يعكس مدى خطورة التهديد الإرهابي الذي تواجهه المنطقة، حيث أطلق جيش الدفاع عملية عسكرية بهدف القضاء على هذه البؤر الإرهابية. المسؤولون العسكريون يؤكدون أن العملية ستستمر طالما تطلب الأمر لتحقيق أهدافها الأمنية، مما يعني أننا قد نشهد مواجهات لعدة أيام أخرى، وربما لفترة أطول إذا لزم الأمر.

IMG-20240829...

تحييد الإرهاب ومواجهة التمويل الإيراني
لا تعتبر هذه العملية من نوع جديد، بل تأتي كجزء من جهود مستمرة لمكافحة الإرهاب في يهودا والسامرة. الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو القضاء على الإرهاب، وتأمين حرية الحركة في المنطقة للسكان الأبرياء. يجب التأكيد على أن هذه العملية ليست مرتبطة بساحات أخرى، بل تركز فقط على مكافحة الإرهاب داخل يهودا والسامرة.

من ناحية أخرى، يتضح من المعلومات المتاحة أن إيران قد حددت في السنوات الأخيرة يهودا والسامرة كساحة رئيسية لنشاطاتها الإرهابية. إيران بدأت بضخ موارد ضخمة في المنطقة، مستغلة عدة مسارات شيعية تمتد بين إيران ولبنان. هذه الاستثمارات الإيرانية تجلت في دعم وتسليح الخلايا الإرهابية بأسلحة ومواد متفجرة خطيرة، بما في ذلك العبوات الناسفة المصنوعة من أسطوانات الغاز.

تحديات أمنية كبيرة
ضبطت قوات جيش الدفاع وقوات الأمن الأخرى كميات كبيرة من الأسلحة والعبوات الناسفة في الأسابيع الأخيرة، وهي عملية معقدة تتطلب جهودًا مستمرة. التقارير تشير إلى أن العبوات الناسفة التي تصنعها الخلايا الإرهابية بتمويل وتوجيه إيراني، يمكن أن تسبب دمارًا هائلًا، خاصة تلك المصنوعة من أسطوانات الغاز والتي تم تحضيرها بطريقة تجعلها قادرة على إحداث انفجارات مدمرة.

ورغم الجهود المكثفة لمنع دخول هذه العبوات والأسلحة إلى يهودا والسامرة، إلا أن الخلايا الإرهابية لا تزال تحاول نصب الكمائن للقوات جيش الدفاع باستخدام هذه العبوات. المعرفة التقنية المستخدمة في تصنيع هذه العبوات تصل إلى الإرهابيين من إيران عبر غزة.

WhatsApp_Ima...

تدخل إيراني متعدد الأوجه
الإيرانيون لا يكتفون بدعم الإرهاب في يهودا والسامرة من خلال الأسلحة والتمويل فقط، بل يساهمون أيضًا في توجيه الهجمات الإرهابية عبر وسائل رقمية متقدمة، وتقديم دعم مالي مباشر لهذه الخلايا. على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن التمويل الإيراني للإرهاب في المنطقة يصل إلى ملايين الدولارات.

في ضوء هذه التطورات، يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ التهديد الإيراني في يهودا والسامرة بجدية بالغة. فالتدخل الإيراني لا يقتصر على دعم الإرهاب في هذه المنطقة فقط، بل يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

WhatsApp_Ima...

مراعاة المدنيين
رغم التصعيد العسكري والعمليات الأمنية المكثفة، تسعى قوات جيش الدفاع إلى تقليل الأضرار التي قد تلحق بالسكان المدنيين الفلسطينيين. معظم المناطق في يهودا والسامرة لا تزال تعيش حالة من الحياة الطبيعية، في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الأمنية للفصل بين العناصر الإرهابية وبين السكان الأبرياء.

ختامًا، يمثل الإرهاب الإيراني في يهودا والسامرة تحديًا كبيرًا للسلام والأمن في المنطقة. ومع استمرار العملية العسكرية، يبقى الهدف الأسمى هو حماية حياة المدنيين وضمان استقرار المنطقة في وجه التهديدات الإرهابية المتزايدة.