شهدت الأعوام ما بين 1985 و 2000، تواجدًا لجيش الدفاع في الجنوب اللبناني، وتحديدًا في منطقة الحزام الأمني، بهدف الحد من الاعتداءات الإرهابية تجاه دولة إسرائيل ومواطنيها، والحد من قدرة المنظمات الإرهابية التي لم تفتأ بمهاجمة البلدات الشمالية.
في عام 2000، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارًا بإعادة الانتشار على حدودها الدولية، تطبيقًا للقرار الدولي 425.
في أعقاب قيام جيش الدفاع بخطوته الأحادية الجانب، وفي ظل غياب وامتناع الدولة اللبنانية وجيشها في بسط النفوذ في المنطقة الجنوبية الحدودية، بدأت منظمة حزب الله اللبنانية الإرهابية، والمعروفة كأحد أذرع إيران في المنطقة، بتعزيز نفوذها وسيطرتها، بعد ان تلقت دعمًا، من النظام السوري وأتباعه، إذ تمكن من تعزيز قدراته العسكرية والمالية ويتحول بالتالي إلى القوة الرئيسة المسيطرة في الجنوب اللبناني، ليعلن، ورغم انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية، أنها لا زالت تتواجد في جزء من الأراضي اللبنانية، كحجة تبرر مواصلة اعتداءاتها المتكررة على القوات والسيادة الإسرائيلية.
حزب الله يأخذ الأوامر من إيران
في عام 2002 ، تصاعدت حدة العنف الفلسطيني في مناطق يهودا والسامرة وغزة إبان ما سمي بالانتفاضة الثانية، ما دفع حزب الله، استناد إلى افتراضات خاطئة، إلى توسيع محاولات اعتداءاته المتكررة.
اكتفت إسرائيل حينها بالرد المحدود.
أولى الاعتداءات التي نفذها حزب الله الإرهابي، ذراع إيران في لبنان، بعد إعادة إنتشار جيش الدفاع على حدوده الدولية، كانت في 7 تشرين الأول - أكتوبر 2000، حيث نصب حزب الله كمينًا في منطقة هار دوف. جراء ذلك الكمين، قُتل ثلاثة من جنود جيش الدفاع.
ثم اختطف أفراد الميليشيا جثث الجنود الذين سقطوا وفروا بها إلى الأراضي اللبنانية.
وقد تم إعادة الجنود الشهداء إلى إسرائيل بعد أربع سنوات مقابل إطلاق عدد من الإرهابيين المدانين بأعمال تخريبية والمتواجدين في السجون الإسرائيلية.
في 21 تشرين الأول - نوفمبر 2005، حاولت المنظمة مرة أخرى اختطاف جنود في محيط قرية الغجر، إلا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أحبطت هذه المحاولة بنجاح
بعد محاولة الاختطاف الفاشلة في الغجر، سعت العناصر الإرهابية التابعة لحزب الله، المدعوم إيرانيًا، إلى مواصلة تنفيذ العمليات ضد إسرائيل.
حيث كانت إحدى العمليات العدوانية الأكثر استفزازًا عملية اختطاف جنود أدت في نهاية المطاف إلى رد إسرائيلي قاسٍ، لم تتوقعه الميليشيا الإيرانية في لبنان، وفق ما عبر أمين عامها حسن نصرالله آنذاك صراحة بحيث قال بعد ايام على انتهاء الحرب في 28.8 أنه لو كان يدري حجم ردة الفعل الاسرائيلية لما كان أقدم على عملية الاختطاف هذه
حيث تلقت منظمته ضربات موجعة حيث ألحقت أضرارًا جسيمة في بناها التحتية وكوادرها البشرية وأجبرت عناصرها على الاختباء تحت الأرض خوفًا على سلامتهم.
القشة التي قصمت ظهر البعير - حادث اختطاف الجنود الإسرائيليين
وفي التفاصيل، في 12 تموز - يوليو 2006، عند الساعة 09:00 صباحًا، هاجم أفراد ميليشيا حزب الله دورية لجيش الدفاع على الحدود السيادية بين دولة إسرائيل و لبنان، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود واختطاف اثنين منهم - إيهود (أودي) غولدفاسر وإلداد ريغيف.
وأثناء قيام القوات بملاحقة الإرهابيين، انفجرت عبوة ناسفة بدبابة مركافا أدت إلى استشهاد أربعة جنود وجرح إثنين، وأثناء عمليات إنقاذ الدبابة استشهد جندي آخر وجرح إثنين آخرين.
وبعد أن فهمت القيادة العليا في جيش الدفاع، أن الإرهابيين باتوا في عمق الأراضي اللبنانية، أمر رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك الجنرال دان حالوتس التوقف عن مطاردة الإرهابيين، وأنه لا بد أن يدفع حزب الله الثمن وأيضًا الدولة اللبنانية المسؤولة عما يجري داخل أراضيها. وأنه لا بد من الرد على هذا الاعتداء.
في تلك الليلة، قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد المنظمة الإرهابية اللبنانية، المدعومة إيرانيًا في لبنان، استمرت 34 يومًا، حتى التاريخ الموافق 14 آب - أغسطس 2006.
خلال 34 يومًا من القتال، أطلقت ميليشيا حزب الله آلاف الصواريخ على المنطقة الشمالية، مما أسفر عن مقتل 41 مدنيًا إسرائيليًا.