في العام الخامس عشر على استهداف المفاعل النووي السوري في دير الزور، يكشف النقاب لأول مرة، عن وثيقة استخباراتية تعود إلى عام 2002 تضمنت تقديرًا استخباراتيًا بأن سوريا تحاول دفع مشروع استراتيجي لم يتم التعرف على مزاياه بعد، لكنه يثير شكوكًا حول اهتمام في مجال انتاج تهديد نووي، يتراءى من الجبهة الشمالية. وما هي إلا سنوات حتى بدأ الشك يتحول إلى واقع بعد رصد استخباراتي فريد من نوعه لمشروع تهديدي وجودي لدولة إسرائيل كان قد بدأ يبزغ النور.

جاء في الوثيقة:
عرف مؤخرًا، أنه في إطار هيئة الطاقة الذرية السورية يتم العمل ( أو تم العمل) على مشاريع سرية غير معروفة لنا. المعلومات لا تشير على وجود خطة نووية فعالة، وانما تشهد على اهتمام عملي في مجالات قد تؤدي إلى تطوير خطة،وتثير شكوكًا لبدء العمل على تطوير خطة كهذه .


معلومات هذه الوثيقة التي حملت أكثر من علامة استفهام حينها حول ماهية الاهتمام والفحوى، كانت كفيلة لدفع هيئة الاستخبارات في جيش الدفاع الى إعلان استنفار عام، جند فيه كافة الإمكانيات، حاكت عملًا مكثفًا في فهم جدوى المشروع وتأثيره على دولة إسرائيل، من خلال جمع المعلومات الاستخبارتية وإجراء تحقيق استخباراتي، في إطار قل نظيره من حيث الجودة والقدرات، من أجل هدف واحد هو فهم التهديد الذي يشكله المشروع وأبعاده.
وبهذا توج نجاح العملية التي نفذت في السادس من سبتمبر 2007، عمل استخباراتي سري تشابكت فيه كل الأذرع الأمنية والاستخباراتية - تعاون وطني أمني قومي ساهم في إزالة تهديد وجودي لدولة إسرائيل.


نجاح القراءة الإسرائيلية للتهديد النووي السوري وإزالته بات جليًا بعد سنوات قليلة على عملية البستان، التي ساهمت في إنقاذ المنطقة والعالم من تهديد فعلي.
وما عملية البستان سوى ترجمة حية لقدرات جيش الدفاع المؤتمن على وجود دولة إسرائيل، والدرع الذي يحمي مواطنيها بامتلاكه قدرة التفوق بآليات يعتمدها بطرق متنوعة سرية وعلنية لإزالة أي تهديد.