عمر سواعد قصة مؤلمة تحولت إلى عنوان في الاصرار والالهام
في الرابع والعشرين من أيار عام ٢٠٠٠ أعاد جيش الدفاع الاسرائيلي تموضعه على الحدود الاسرائيلية اللبنانية الدولية بالانسحاب من المنطقة الحدودية في جنوب لبنان عملًا بالقرارات الدولية، فيما تقاعست الدولة اللبنانية عن تنفيذ التزاماتها ونشر جيشها على طول الحدود، فاسحةً المجال للمنظمات الارهابية، امثال حزب الله، بالسيطرة على المنطقة متحولًا إلى حاكم فيها نتيجة السلاح والدعم المقدم له ايرانيًا وسوريًا.
واستنادًا الى أجندات إقليمية استمر حزب الله بتنفيذ اعتداءاته على دولة إسرائيل، بحيث قام في السابع من تشرين الأول - أكتوبر عام ٢٠٠٠ بنصب كمين لدورية تابعة لجيش الدفاع في منطقة (هار دوف) المعروفة بجبل الرؤوس، كانت تقوم بنشاط روتيني في الحفاظ على السيادة الإسرائيلية، وتمكن من أسر ثلاثة جنود تبين أنهم استشهدوا في الهجوم، ليتم استعادتهم عام ٢٠٠٤ في إطار عملية تبادل أسرى.
الجنود الثلاث هم: بنيامين ابراهام - عدي ابيتون وعمر سواعد
وقع خبر اختطافهم كالصاعقة على دولة بأكملها فكيف على عائلاتهم وذويهم ؟
سؤال لا حاجة لطرحه! فخسارة أبناء هو شعور لا يمكن وصفه، حيث تقف الكلمات أمام هوله.
عمر سواعد هو واحد من هؤلاء الأبطال الذين دفعوا بأجسادهم ثمن أمن الدولة والحفاظ على سيادتها، في مهمة هي اسمى وأقدس المهمات.
يستذكر شقيقه اللحظات الاولى للخبر الاليم "تلقيت الخبر من ابن عمي الذي كان في ثكنة قريبة، لم اصدق ابدًا واعتبرت أن هناك خطأ ما، عمر اختطف مع إثنين من رفاقه - أمر لا يمكن تصديقه"
عمر سواعد انتسب الى صفوف الجيش بخيار وإرادة "الخدمة ليست اجبارية ، بل كان خيارًا استكمالًا لدرب العائلة" يقول شقيقه التوأم الذي يخدم في جيش الدفاع كمدرب لسائقي مركبات عسكرية ويضيف "خدم عمر في وحدة قصاصي الاثر في غز وبعد عامين اراد ان يكمل مسيرته في الخدمة النظامية، فتوجه الى الهندسة القتالية لحين سقوطه في اليوم المشؤوم"
رحل عمر عن عمر ٢٧ عاما تاركا زوجة وطفلين أصبحا اليوم شرطيين "امن اسرائيل هي واجب كل مواطن" يقول شقيق عمر "درب اختاره عمر ونحن نستكمله.
قرية وادي سلامة الشمالية التي ينتمي إليها عمر تفتخر بأبناء سطروا خلود وطن بدمائهم ليعززوا مقولة الدين لله والوطن للجميع "حادثة عمر زادتنا اصرارًا في الدفاع عن هذه الدولة التي ننتمي إليها فنحن اولاد عشيرة تؤمن بـ اللي بياكل من خبز السلطان لازم يحميه بسيفه ويحمي الأرض اللي ساكن فيها،
نشعر أننا من هذه الدولة، دون أي تفرقة بين أحد" يقول شقيق عمر بنبرة لا يخلوها الفخر.
أعداء الدولة هم أعداء كل الدولة بمختلف أطيافها فحين قتل حزب الله الجنود، لم يميز بين يهودي ومسلم "في العام الأول من عملية الاختطاف، لم نعرف مصير الجنود ومن بينهم عمر كان هناك الكثير من الاخبار والاقاويل، واذكر ان جيش الدفاع عرض على اليونيفل نقل كتابي التوراة وكتاب قرآن إلى الجنود، رفض حزب الله تسلمهم، أيقنت حينها أن أخي لم يعد موجودًا وأيقنت أكثر ان التنظيم الارهابي لا يعرف دينا" يضيف شقيق عمر بحرقة "انا متاكد لو كان اخي على قيد الحياة لكان قد تلقى تعذيبا من هذه الجماعة الارهابية أضعاف غيره"
ثلاث سنوات مضت ونيف حتى اتمام صفقة تبادل الاسرى " كانت من أصعب الفترات في حياتنا، لم نعرف انه استشهد في البداية كانت مثل السكين بالظهر". عاد عمر إلى احضان عائلته، عاد الى قريته محمولًا على الاكتاف ليترك اثرًا في نفس أبنائه، اخوته واخواته وابناء عشيرته.
"لقد اتخذت عهدًا على نفسي، بعودة عمر سواء ميتًا أو حيًا سأعود إلى الجيش لأكمل المسيرة، مسيرة اخي مسيرة الدفاع عن الحق والأرض التي أحيا فيها ومنها ولها".
عمر كان سببًا في ارتفاع تجند أبناء العشيرة في صفوف الجيش بحسب شقيقه "المعركة معركة وجود في وجه العدو، لقد زادنا عمر قوةً وإصرارًا وعزيمة".
عن جيش الدفاع البيت والعائلة يقول شقيق عمر التوأم "رافقنا الجيش على مدى السنوات فكان السند، كان الدعم، شعرنا أنه يعاني كما كنا نحن نعاني. الروح في هذه المؤسسة غالية جدًا، جيش الدفاع لم يترك أي شئ او محاولة الا وقام بها من أجل إعادة الجنود ليدفنوا بكرامة في أرضهم، وهذا الفرق بيننا وبين باقي الاطراف وعلى رأسها المنظمات الارهابية"
ويضيف "جيش الدفاع مدرسة، انا اخدم منذ سنوات في كتيبة فيها المسلم، اليهودي، المسيحي والدرزي… كلنا نعمل بيد واحدة دون تمييز، دون تفرقة كلنا أخوة بالسلاح وكلنا في نفق واحد من أجل الدفاع عن وطن واحد" ليختم طحزب الله عدو - عدو الانسان ولكل المنظمات الإرهابية اقول حروبكم مع دولة اسرائيل مضيعة للوقت - دمنا فداء الوطن"