لوحده في مواجهة عشرات المخربين في أقرب مكان من غزة

06.12.23

 

"في يوم السبت، عند الساعة 6:30 صباحًا، بدأ إطلاق قذائف صاروخية فاهتزت القاعدة"، يستذكر الميجر (ع)، قائد مكتب الارتباط في معبر إيرز التابع لمديرية التنسيق والارتباط غزة. "فهرعت إلى ارتداء الزي العسكري بأسرع ما يمكن وكنت أشعر بالتوعك في المعدة وبأن شئيًا ما ليس على ما يرام. وقد أوعزت مباشرةً إلى كل من تواجد في القاعدة بعدم مغادرة الغرف وقفل الأبواب".

في تلك اللحظة اتجه (ع) إلى غرفة العمليات من أجل الحصول على صورة وضع لما يجري في نقطة التفتيش عند مدخل القاعدة. "أرى أن هناك مجموعة مخربين تحاول الاقتحام. ثم زرع المخربون عبوة ناسفة وفجروا المعبر وبدؤوا يتسللون، فأدركت أنه إذا لن أتصدَ لهم فسيدخلون ليسيطروا على كل شيء فخلال جزء من الثانية قررت الركض باتجاه المخربين وخوض القتال في مواجهتهم".

"كنت أتقدم باتجاه نقطة التفتيش عند مدخل القاعدة حيث كان كل شيء محفوفًا بالدخان ولم أستطع رؤية أي شيء. وأطلقت طلقتين في الهواء - واحد اثنين - ثم انفجرت نقطة التفتيش برمتها. فلجأت إلى مأوى وبدأت معركة تبادل لإطلاق النار، حيث واجهت لوحدي عشرات المخربين".

وكان هدفه، حسبما حكى (ع)، تثبيطهم لأطول وقت ممكن. اندلع تبادل كثيف للنار، حيث ألقى المخربون قنبلة يدوية أخرى. "قررت الركض باتجاه غرفة العمليات. وتمكنت من الوصول وأغلقت الأبواب فورًا. ثم مرت عدة ثوانٍ وسمعت أصوات الطرق الشديد للباب فواجهت خيارين إما أن يكونوا هؤلاء مخربين أو جنودًا. وأتخذت القرار، وفتحت الباب لأشاهد الجنود المذعورين والخائفين". وقد تمكن ثلاثة جنود من الأربعة من الدخول وهم على قيد الحياة في حين قتل المخربون الرابع قبل دخوله. ومن بين الثلاثة الذين تمكنوا من الدخول، كان أحدهم مصابًا بجروح خطيرة.

"كنا نختبئ في غرفة العمليات لمدة ساعات. وسمعت المخربين من الخارج باستمرار يتجولون ويصرخون ويسرقون العتاد ويحاولون الاقتحام. فحاولت معالجة الجندي المصاب بجروح خطيرة لكن دون جدوى وللأسف هو توفي بين أيدينا. وبالتزامن مع ذلك كنت أتحدث مع الجنود الذين تحصنوا في الغرف وكنت أهدئهم وأذكرهم بضرورة الالتزام بالصمت".

"طوال فترة مكوثي في غرفة العمليات كل ما أردته الانطلاق لمحاربة المخربين"، يؤكد الميجر (ع)، "فالتخبؤ والتستر غير واردين لدينا. لكنني أدرك بأنه إذا انطلقت للمحاربة كنت سأكشف عن نفسي بل وعن جميع الجنود الذين تواجدوا معي".

وبعد أكثر من 10 ساعات وصلت وحدة "يهلوم" لتطهر القاعدة حيث سقط في نهاية المطاف ثلاثة جنود في حين تم اختطاف ثلاثة آخرين. "وكان موقف في غاية الصعوبة"، يشارك الميجر (ع) بألم، "لكن بالنظر إلى الوراء أعرف أنني تصرفت بشكل صحيح".