״ من شعب يفتقد الصوت وينعدم الحماية إلى شعب يتحمَّل المسؤولية عن مصيره ويحارب״

05.05.24

 

إلى كل من يؤدي الخدمة العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي من جنود وقادة وعمال:

لدى سماع الصفير إيذاناً ببدء فعاليات ذكرى المحرقة النارية والبطولة، نستعيد في ذاكرتنا الملايين الستة من اليهود الذين قُتلوا في الغيتوهات ومعسكرات الإبادة والمهالك ومسيرات الموت. سنحني رؤوسنا للحظة لنعيد في وجداننا ذكرى أبناء شعبنا الذين تعرَّضوا للاضطهاد والإبادة لمجرد كونهم يهوداً، إلا أننا نعود للتو لنرفع نواظرنا فخورين بحمل وصايا الضحايا بكل قداستها، لنضمن استمرارية الوطن الذي كان الضحايا يتمنّون نشأته دون أن ينالوا مبتغاهم.

 

إنه واجبنا، إنها رسالتنا، إنه العهد الملقى على عاتقنا.

 

لقد قامت دولة إسرائيل، بين أمور أخرى، بفضل مقاتِلات ومقاتِلي الأجيال المتعاقبة الذين كانوا مستعدّين لتقديم التضحيات من أجلها. إننا نخوض في هذه الأيام غمار حرب شهدت في بدايتها إخفاقنا وعجزنا عن أداء المهمَّة المناطة بنا، فيما فقدنا حياة العديد من الرجال والنساء من مدنيين وجنود وأفراد وحدات الحماية في القرى والبلدات ورجال قوى الأمن والإنقاذ. لقد قُطع مسير حياة العديد من الأشخاص في مهدها من جراء حرب فُرضت علينا قسراً من عدو فاحش أراد القضاء علينا. غير أننا لم نعُد كما كنّا من ذي قبل: لقد طرأ تغيير جذري على طبيعة الشعب اليهودي. إنه تحوَّل من شعب يفتقد الصوت وينعدم الحماية إلى شعب يتحمَّل المسؤولية عن مصيره ويحارب رافعاً لواء العهد – إن هذه المحرقة لن تتكرر أبداً!

لن تعود شارة نجمة داود وصمة عار، بل إنها شارة مخطَّطة على الراية الوطنية التي ترفرف عالياً بزهو!

لن يعود الشعب مُشرذماً مشرَّداً مضطهداً في المنفأ، بل إنه شعب قوي ومستقلّ ومتماسك يعيش على تراب بلاده وفي وطنه!

لن تعود الأمة فاقدة القوة الحامية، بل إنها أمة يصطفّ فيها الأبطال رجالاً ونساءً، يقفون منتصبي القامة فخورين متكاتفين في حربهم بصفتهم جزءاً من جيش الدفاع الإسرائيلي!

 

ها نحن نخوض القتال من أجل إحياء ذكرى الملايين الستة من البشر الذين عجزوا عن مكافحة العدو الذي حاول إبادتهم؛ من أجل أبناء شعبنا الذين كانوا يُلقون نظرات الرعب والعجز عبر الأسلاك الشائكة المحيطة بهم؛ من أجل أولئك الذين لم يسمحوا للعدو النازي اللدود بأن يقرر مصيرهم وأمسكوا سلاحهم محاربين بمنتهى القوة حفاظاً على حياتهم وحياة أبناء شعبهم، رافعين هاماتهم في حرب الأقلية الضعيفة مع الأغلبية القوية؛كما أننا نحارب باسم أولئك الذين نجحوا في النجاة من التهلكة النازية ثم استجمعوا ما تبقى من قوتهم الخائرة للمشاركة في إقامة دولة للشعب اليهودي.

 

نرجو أن تكون هذه الذكرى، في الوقت الذي نخوض فيه حربنا العادلة، مصدراً لقوتنا، لتعيد إلى ذاكرتنا أهمية وجود القوة الحامية لشعبنا. ها نحن نتحمّل وزر المسؤولية عن مواصلة القتال من أجل حرية شعب إسرائيل وأن نضمن أن المحرقة لن تتكرر أبدًا 

 

بارك الله ذكرى الملايين الستة من الضحايا

 

أيار 2024 – الجنرال هرتسي هاليفي

رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي