هؤلاء مسؤولو حماس الذين يديرون الإرهاب في القطاع، ولا يتواجدون فيه أصلاً

06.11.23

 

في إيران، وقطر، ولبنان وتركيا يجلس مسؤولي قيادة الخارج. بعيدًا عن المعارك، هم يديرون الميزانيات، ويوجهون العناصر الإرهابية بل وحتى يحرضون على الرأي العام العالمي. في حين تمنع حماس سكان غزة إخلاء منازلهم وحماية أنفسهم، هم لا يتواجدون في القطاع أصلاً ومع ذلك يشاركون في صنع القرارات ويتيحون نشاط المنظمة الإرهابية

في حين تمنع حماس سكان غزة الانتقال إلى جنوب القطاع بشكل عنيف، بعض قادتها غير متواجدين في المنطقة أصلاً ويمكثون على بعد آلاف الكيلومترات عن هناك.

بينما يعيشون حياة الترف، هم يجندون الأموال، ويوجهون المخربين ويحيكون العلاقات الدولية، في خدمة هدف رهيب واحد هو الإرهاب وممارسة أقصى قدر ممكن منه.

تملك القيادة الحمساوية عدة مؤسسات رسمية يجلس فيها جميع مسؤولي المنظمة، وتضم ممثلين عن مناطق الحركة الثلاث: قطاع غزة، ويهودا والسامرة والخارج. وينضم إلى هؤلاء كذلك ممثلون عن قيادة سجناء حماس في السجون الإسرائيلية. 

قطاع غزة، ويهودا والسامرة والسجون هي أماكن محددة وواضحة لكن من أجل فهم، ومسح وتحديد أولئك الممثلين عن قيادة "الخارج"، وماذا يعني ذلك أصلاً - هيئة الاستخبارات العسكرية تعمل بدون كلل.

يُقصد بمسؤولي قيادة الخارج أولئك الذين لا يجلسون في القطاع أو في دولة إسرائيل. وتشمل وظيفتهم حياكة العلاقات بالنيابة عن حماس في الدول المختلفة التي يقيمون فيها، وتجنيد مصادر التمويل وكذلك توجيه الإرهاب. كجزء من عملهم لديهم ضلوع في إدارة ممتلكات المنظمة، وتجنيد الأموال الضرورية لإعادة تأهيلها وبناء جناحها العسكري. 

قيادة الخارج تشكل خطرًا، بين جملة الأمور لأن ممثليها يتولون مناصب أعضاء في قيادة المنظمة الإرهابية ويُعتبرون من ذوي النفوذ الكبير عليها. إحدى المؤسسات الرئيسية التي يساعدونها على سبيل هي مجلس الشورى العام وهو مجلس اتخاذ القرارات الأعلى التابع لحماس. 

بهذه الطريقة يتشكل وضع حيث يؤثر أولئك القادة الذين ينشطون في الدول المختلفة ويتنولون مناصب أعضاء لدى مجلس الشورى بشكل مباشر على القضايا الأكثر إلحاحًا التي تُعتبر "وقود" المنظمة الإرهابية. وهم يلعبون دورًا هامًا في المصادقة على السياسة الاستراتيجية الحمساوية، وفي اتخاذ قرارات داخل الحركة مثل اللائحة الداخلية، والميزانية والتعيينات.

من خلال العديد من المساعدين والاعتماد الاقتصادي على جهات تجارية في الدول المختلفة، ليس فقط أن قيادة الخارج تمنح المنظمة منصة لنشاطاتها اللوجستية بل وأيضًا لكسب الشرعية، وبناء شبكة علاقات دولية خطيرة. كجزء من ذلك، يخوض المجلس كذلك صراعات الوعي عبر شبكات التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام، وتشكل قاعدة فكرية تروّج للعمليات الإرهابية الوحشية.

لكن لكي نفهم أين بدأ كل ذلك وما هي الدول التي تنشط منها قيادة الخارج لا بد لنا من العودة عدة سنوات إلى الوراء، وتحديدًا إلى عام 2010. حيث تم حينها الإفراج عن العنصر الإرهابي صالح العاروري من السجن الإسرائيلي وطرده إلى سوريا. فبدأ منذ ذلك الوقت بالانخراط في القيادة الحمساوية، وباشر بإنشاء مقر الضفة (يهودا والسامرة) الذي يرأسه حاليًا.

إن المقر الذي أنشأه قد حدد ملامح نشاط حماس داخل يهودا والسامرة، مع تقديم التوجيه المهني، ونقل الأموال إلى مناطق يهودا والسامرة وتشجيع العمليات التخريبية. ولأول مرة حدث ذلك من "الخارج" وليس من بؤر العاصفة. 

بعد ذلك بحوالي العام، بعد نشوب الحرب الأهلية في سوريا، هو وغيره من أفراد القيادة هربوا من هناك. وقد توزع أعضاء قيادة "الخارج" بين تركيا وقطر، حيث تمادوا من هناك في عملهم.

حاليًا يضم رأس هرم قيادة الخارج مثلاً رئيس القيادة خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق، وغيرهما من المسؤولين الآخرين الذين يمكثون خارج غزة ومن بينهم رئيس حماس إسماعيل هنية ونائب يحيى السنوار خليل الحية. وصالح العاروري الذي يتولى منصب رئيس قيادة الضفة وينشط من لبنان لغاية يومنا هذا.

المعلومات المتوفرة لدى هيئة الاستخبارات العسكرية تشير إلى ارتكاب حماس، من خلال تفعيل قيادة الخارج، لنشاطات إرهابية في دول إسلامية وكذلك لدى جاليات إسلامية في دول الغرب في أربع ساحات رئيسية هي لبنان، وتركيا، وقطر وإيران. 

ما لا يقل عن ربع أعضاء المكتب السياسي التابع لحماس في قطاع غزة يمكثون في هذه الدول الأربع، ومن هناك وبعيدًا عن المناطق التي تدور فيها المعارك يحركون خيوط المنظمة الإرهابية.