"في هذه الأيام المليئة بالتحديات هناك شيء واحد في غاية الوضوح ألا وهو ضرورة تجند الجميع للدفاع عن البيت. إنها فترة مختلفة، وينبغي مراجعة ما سبقها مجددًا"

13.02.24

 

نص كلمة رئيس الأركان:
لقد اختتمت للتو زيارتي إلى الحدود المتاخمة لقطاع غزة مع القوات المقاتلة. نحن نخوض القتال منذ حوالي أربعة أشهر، والطريق أمامنا ما زال طويلاً.
الحرب تغيّر ملامحها. بعد البداية الصعبة والمؤلمة، وبعد أن كبحنا العدو بثمن باهظ، استعدنا طاقاتنا وانطلقنا لهجوم نوعي وقوي الذي سنتابعه حتى استكمال أهداف الحرب.

على مدار عشرات السنين الأخيرة لم يكن هناك جيش قام بمناورة برية وسط منطقة حضرية ومكتظة لهذه الدرجة، سواء فوق الأرض وعلى ارتفاع أو تحت الأرض. جنود جيش الدفاع يتعاملون مع ذلك بنجاح كبير حيث تكون الإنجازات العسكرية خارقة. للأسف يرتبط الأمر أيضًا بالثمن بالأرواح - الدفاع عن البيت يستدعي الاستعداد للتضحية. نحن نتقدم حسب الخطة، وتكون الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن أكثر مما تصورناه في بداية المشوار. نتابع القتال بأشكال مختلفة.
في شمال القطاع نعود إلى كل مكان يستشري فيه الإرهاب. ونستخدم المعلومات الاستخباراتية التي عثرنا عليها في الميدان، ومن خلال التحقيقات مع المخربين العديدين الذين أسرناهم، حيث نعود للمرة الثانية وحتى الثالثة إلى أهداف أخرى، ونقتل المزيد من العدو وندمر المزيد من البنى التحتية الإرهابية، ونرسخ الإنجاز.

في جنوب القطاع، في خان يونس، نصل إلى أماكن لم يتخيل العدو أننا سنصل إليها. وندمر كافة المنشآت الاستراتيجية التابعة لحماس في المدينة التي كانت تُعتبر عاصمة المنظمة. لقد قضينا حتى الآن على أكثر من 10 آلاف مخرب، منهم العديد من القادة. هذا ما يعنيه تفكيك حماس.
ومع أن الإنجازات العسكرية، كما قلت، كبيرة للغاية، إلا أنه ما زال هناك طريق طويل بينها وبين تحقيق أهداف الحرب. يجب علينا ضرب كبار القادة، وقتل المزيد من قادة العدو وعناصره، وإعادة السكان إلى ديارهم بأمان، وإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم وهي مهمة عليا وواجبنا الأخلاقي.

من خلال عملية جريئة، أنقذنا من قلب رفح فرناندو ولويس، بعد 129 يومًا من اختطافهما بوحشية على يد حماس. لقد كانت عبارة عن ليلة مركبة ومتوترة. ويشعرنا استعداد المقاتلين لمواجهة الخطر باعتزاز شديد.
إنني أعبّر عن بالغ تقديري، أولاً لمقاتلي وحدة المستعربين الشرطية، وجهاز الأمن العام وجيش الدفاع. وعن بالغ تقديري لشركائي في اتخاذ القرارات العملياتية. كلما يتطلب الأمر اتخاذ قرارات بمثل هذا القدر من التعقيد فإن قادة جهاز الأمن العام ووحدة المستعربين الشرطية هم الأشخاص الذين تريد اتخاذ مثل هذه القرارات معهم.
بعد نجاح هذه العملية، من المهم تذكر أمرين:
عندما انطلقنا إلى هذه العملية لم نكن نعلم يقينًا إذا كانت ستنجح. كل أسبوع نقوم بعمليات خاصة ترتبط بالمخاطرة بالأرواح وسط ظروف معقدة، ووسط عدم اليقين الشديد في محاولة لإعادة مختطفين إلى ديارهم. وهذه المرة قد نجحنا. وقد كانت هناك عمليات أخرى لم تنجح أو فشلت - ولن نتوقف عن المحاولة وسنقوم بذلك بمسؤولية كبيرة.
يتسنى تنفيذ هذه العمليات بفضل المناورة البرية والتضحية العظيمة من قبل المقاتلين النظاميين ومقاتلي الاحتياط، الذين سقط أو أصيب بعضهم بجروح.
إذا لم نستمر في ضرب حماس بعزم، فسيكون من الصعب للغاية إنهاء الحرب بإعادة المختطفين. نحن عازمون للغاية على إعادة المختطفات والمختطفين البالغ عددهم 134.
نستمر في التصرف في كل مكان يستشري فيه الإرهاب ولسنا بصدد التوقف. فلدينا الكثير من العمل الذي يجب استكماله - سواء في مناطق لم نتواجد فيها أو كنا قد زرناها من قبل. لدينا خطط وسنختار التوقيت المناسب لتطبيقها وبالطبع الطريقة الصحيحة أيضًا.

سنعيد إعمار البلدات والكيبوتسات في المنطقة. مهمتنا تتمثل في السماح للسكان في المنطقتين الشمالية والجنوبية بالعودة إلى ديارهم بأمان. لقد شاهدت على مدار آخر شهرين الحقول التي تمت حراثتها وزراعتها - سنبذل كل ما وسعنا لكي يستطيع الذين زرعوا وكدحوا، حصاد محاصيلهم بالبهجة قدر الإمكان.
ونستعد لاستمرار القتال طويلاً. ننعش القوات، ونسرح بعض قوات الاحتياط - حيث نعرف أننا سنحتاجها مجددًا.
أعرف أن هناك مقاتلين يؤدون خدمتهم النظامية، ممن خرجوا إلى ديارهم فقط مرة أو مرتين منذ نشوب الحرب. ويعود تكرار خروج الجنود إلى ديارهم ليس لاختيار ذلك القائد أو ذاك، بل إلى قرارات عملياتية تشتق من تقييم الوضع.
حيث يسود خلال الحرب توتر بين المهام العملياتية في الميدان وحاجة القوات للانتعاش.

نعرف أن هذا مهم لاستمرار وظيفة المقاتلين في ساحة القتال. نحن نعتني بهم ونرعاهم وبشكل خاص نشرح لهم. هذه مسؤوليتنا كقادة وهذا جزء من المهمة، وكلما تطلب الأمر التصحيح نعرف التصحيح أيضًا.
في هذه الأيام المليئة بالتحديات، هناك شيء واحد في غاية الوضوح - يجب على الجميع التجند للدفاع عن البيت. هذه فترة مختلفة، وينبغي مراجعة ما سبقها مجددًا. نحن نبكر حاليًا حلول التجنيد الفورية، من أجل رص صفوفنا، نظرًا لاستمرار القتال. وسنحتاج المزيد من ذلك لاحقًا.
جيش الدفاع دائمًا كان يسعى لدمج كافة أجزاء المجتمع الإسرائيلي في صفوفه. وتجسد هذه الحرب ضرورة التغيير. والانضمام إلى الخدمة، والدفاع عن البيت. لدينا فرصة تاريخية في توسيع مصادر التجنيد لجيش الدفاع عندما تكون الحاجة لذلك ملحة للغاية. سنقدر على إيجاد الحلول والظروف المناسبة لكل فئة سكانية ستنضم إلى هذا المهمة الأسمى.
جيش الدفاع باعتباره جيش الشعب جاهز لأداء المهمة.