من هن نساء جيش الدفاع الإسرائيلي؟


لقد خدمت النساء الإسرائيليات في صفوف جيش الدفاع منذ إنشائه ولغاية يومنا هذا. جيش الدفاع، باعتباره جيش الشعب، يضم الجنود والجنديات في كافة المناصب ومن كافة الطوائف والقطاعات في إسرائيل. حيث تخدم حاليًا النساء في وظائف خلفية وقتالية على حد سواء، حيث يخوض بعضها القتال في هذه اللحظات بالذات دفاعًا عن الدولة. بمناسبة حلول شهر المرأة، جئنا بقصة أربع نساء يتولون وظائف مختلفة في صفوف الجيش رغم أنهن لم يكن مجبرات على التجند وقد اخترن ذلك. فانطلقنا للوقوف على أسباب الأهمية التي وجدنها في التجند؟ وكيف يرون وظيفتهن؟ وأي رسالة يهمهن توجيهها لنساء حول العالم.

13.03.24

 

"دائمًا كنت أعرف أنني معنية بالتجند لجيش الدفاع لأكون مقاتلة، مع أن الأمر لم يكن شائعًا في المجتمع الذي تربيت فيه. وقد شكل الزلزال الذي هز تركيا نقطة التحول فعندما شاهدت مقاتلي ومقاتلات لواء الإنقاذ ينتشلون الأفراد من بين الأنقاض أدركت أنني أريد أن أصبح مقاتلة في هذا اللواء، لأتقن مهام القتال والدفاع وإنقاذ الأرواح" تقول مايا، وهي مقاتلة لدى لواء الإنقاذ والتدريب. حيث تجندت قبل عامين ومرت بالتدريب على تولي وظيفة الرماية بواسطة قاذفة قنابل يدوية. "التدريب كان صعبًا لكننا اجتزناه جميعًا معًا- وبناءً على هذه التجارب يزداد تماسكنا كفريق وأكن حبًا شديدًا لجميع الأشخاص الذين يتواجدون هنا معي". قبل نشوب الحرب هي انتقلت لفريق اللوجستيات التابع للكتيبة. وبعد نشوبها هي تواجدت في منطقة الغلاف حيث تولت المسؤولية عن أنواع الذخيرة الكتائبية. "يخدم معي في الكتيبة جنود من كافة الأوساط في البلاد حيث يسعدني أن هناك أيضًا أشخاص يتفهمون لحالتي ويهتمون بثقافتي" هي تحكي. "أود نقل رسالة إلى النساء اللواتي يقرأن هذا مفادها أن الناس دائمًا سيتحدثون لكن لا تصغين إليهم أبدًا بل إلى أنفسكن فالنساء قادرات على صنع كل شيء".

 

منذ أن كانت ميس منخرطة في المدرسة العسكرية التابعة لسلاح الجو، هي أدركت أنها تريد العودة إلى هناك مستقبلاً بصفة مدربة، وبدأت عملية التطوع للخدمة العسكرية. "كان يهمني العودة إلى المكان الذي ترعرعت وتربيت فيه لأساعد الطلاب، وأوجههم للطريق الصحيح وأعلمهم السلوكيات الطيبة بما يخدم عمليًا الدولة". وفعلاً مباشرةً بعد التخرج من المدرسة الثانوية هي تجندت وتقدمت شيئًا فشيء في المناصب لتتولى اخيرًا منصب رئيسة فريق صف مسؤولة عن جنود السلك التربوي والطلاب التابعين لهم البالغ عددهم 120 طالبًا، وذلك كله أثناء تعليم ذاتها المهنة التي درستها في المدرسة الثانوية بمعنى هندسة الإلكترونيات. وبعد استكمالها للخدمة الإلزامية هي شعرت بأنها تريد متابعة مشوارها العسكري حيث التحقت في الخدمة الثابتة لدى وحدة الحرب الإلكترونية. إن يوم المرأة يوم مميز بالنسبة لها "لا سيما لما أرى والدتي، وجدتي وكل النساء حولي- وكيف تكون كل واحدة قوية ومميزة بطريقها الخاص. وكلما أتقدم في العمر أدرك أكثر فأكثر معنى كوني امرأة، ومدى الطاقات والقوات التي تمتلكها النساء من الناحية العاطفية والعقلية. وإذا كان يُعتقد سابقًا بأن النساء عليهن أداء وظائف معيّنة فاليوم بات كل شيء مختلفًا تمامًا وليس من شيء يتعذر على النساء القيام به".

 

ألين، مقاتلة لدى مشاة الحدود بدأت بوظيفة قائدة فصيلة لدى كتائب الشبيبة استمرت كمقاتلة معابر وقبل حوالي نصف عام انتقلت إلى كتيبة "بانتير" المشتركة التي تدمج المقاتلات والمقاتلين على حد سواء. حيث تحكي أنه كان من الواضح بالنسبة لها كلما كبرت هي معنية بالتجند للجيش والعطاء للدولة مقابل ما أعطته لها. "نحن نعيش في دولة دائًما تحتاج لأفراد في الجيش، وأشعر أنني وبصفتي مقاتلة أقدم أكثر ما أستطيع". هي تحكي عن الموافق الصهبة التي مرت بها خلال الخدمة وكيف اللغة العربية وهي لغتها الأم ساعدتها على ذلك: "صدف لي عدة مرات أن تعرضت لمواقف حيث تواجدت مع المقيمين غير القانونيين أو المحتجزين حيث كانت ميزتي باعتباري ناطقة للغة العربية التكلم معهم دغري وشرح الموقف لهم – وكان البعض مصدومًا بعد أن عرف أنني عربية فاللغة ميزة كبيرة أمتلكه وشيء أفتخر به".

"نوعي الجنسي كامرأة لا يوقفني عن تحقيق وصنع الأشياء التي كان يعتبرها الناس شيئًا "رجوليًا" فنحن قادرات على القيام بكل شيء طالما لم نصدق الأفكار النمطية".


رايتشل، مسؤولة مستودع أسلحة لدى قيادة الفرقة 99 هي أكثر الناس إلمامًا في الأسلحة فهي مسؤولة عن الحفاظ عليه وعن سلامته، وإصداره للمقاتلين. ولن تنسى أولى أيام الحرب أبدًا: "في 7.10 كنت أحضر دوامًا لدى مستودع الأسلحة حينما بدأ كل شيء فمنذ ساعات الصباح وصل إلينا عشرات جنود الاحتياط للحصول على سلاح والتدرب وكان من المؤثر مشاهدة كيف وصلوا جميعًا مباشرةً وشعر الجميع بالوحدة من كافة الأديان والطوائف في البلاد، في سبيل الدفاع عن بلادنا". هي تحكي أنها تؤمن بأنه مصير، فتمامًا حينما اندلعت الحرب وكان يجب توزيع الأسلحة على الجميع هي كانت حاضرة في دوام في الوقت المناسب والمكان المناسب لاستقبال الأفراد ثم إرسالهم حاملين السلاح إلى طريقهم. "سنحت لي خلال الخدمة في الجيش فرصة التعرف والتواصل مع الناس من جميع أنحاء البلاد وهو شيء في غاية الخصوصية يميز إسرائيل برأيي، فأنا سعيدة وفخورة بالخدمة في الجيش لا سيما وسط هذه الأوقات".

نتمنى لجميع النساء حول العالم الاحتفال بيوم المرأة على مدار 365 يومًا في السنة، ومعرفة أنهن قادرات على القيام بكل شيء. وشهر امرأة سعيد.