قصة الرقيب أوّل عمر سواعد رحمه الله، نقلاً عن شقيقه ضابط الصف الكبير طراد سواعد

13.05.24

كان الـ 7.10 يومًا صعبًا ومركبًا بالنسبة لعائلة سواعد هذا العام بشكل خاص ففي يوم السبت الموافق 7.10.2000، أي قبل نشوب حرب "السيوف الحديدية" بـ 23 عامًا، اختطفت منظمة حزب الله الإرهابية وقتلت ثلاثة من جنود جيش الدفاع هم الرقيب أوّل عمر سواعد، والرقيب أوّل عَدي أفيتان والرقيب أوّل بيني أفراهام. "كل عام نحيي ذكراه لكن لا سيما في التاريخ نفسه، وبشكل خاص هذا العام حينما أضفيت عليه دلالة وطنية" يحكي لنا طراد سواعد، ضابط الانضباط في معسكر مدرسة 6013، والشقيق الثاكل لعمر سواعد رحمه الله. "في ذلك السبت الأسود هذا العام سرعان ما قمنا من الحداد وأدركنا أننا أمام حادث مفصلي فمنذ ساعات الظهر انطلق نصف سكان القرية للقتال. فقد تربينا على هذه الطريقة في القرية، وهذه هي دولتنا، التي حاربنا وسقطنا من أجلها والتي سنواصل الدفاع عنها والمحاربة من أجلها".

عمر، نجل خضرة وقاسم، هو من مواليد 28.3.1973 في قرية سلامة في الجليل الأعلى. "هو كان شابًا متواضعًا ومحبوبًا لدى جميع الناس حيث كان يحب مساعدة غيره. وكان معروفًا لدى أصدقائه وأهل البلدة باعتباره عازفًا محترفًا على الناي، حيث تعلم هذا الفن من والده؛ وكان يقدم عروضًا في أفراح أقيمت في قرى المنطقة ولم يكف عن العزف حتى يومه الأخير. وكان عمر عضوًا وعازفًا في فرقة الدبكة والرقص المحلية التي اعتادت على تقديم العروض العديدة في فعاليات ثقافية وكانت تمثل إسرائيل في مهرجانات أقيمت في البلاد والخارج". وباعتباره أحد أفراد عائلة مرموقة من عشيرة سواعد التي يخدم العديد من أبنائها في صفوف أجهزة الأمن والشرطة، حذا عمر حذوهم وفي أواخر شهر أغسطس من العام 1997 تطوع للالتحاق في صفوف جيش الدفاع. حيث خدم عمر في سلاح المشاة واللوجستيات بوظيفة سائق أمن روتيني لدى كتيبة الهندسة ثم تابع للخدمة الدائمة. "هو كان عبارة عن جندي ممتاز، ومحبوبًا لدى أصدقائه، وكان معجبًا للغاية بخدمته العسكرية حيث كان يمد يد العون لكل من طلبه".
وبعد طقوس دفن عمر رحمه الله، أصبح بيت عائلة سواعد معلمًا ارتاده الكثيرون الذين أرادوا تقديم التعازي والمواساة، بدءًا بأفراد العائلة والأصدقاء وانتهاءً بالشخصيات الاجتماعية والساسة- إذ شارك مواطنو دولة إسرائيل المنتمين إلى كافة الطوائف والأديان حداد العائلات الثلاث.

ويقول ضابط الصف الكبير طراد أنه وعلى الرغم من الحزن كان يهمه مواصلة الخدمة في صفوف الجيش، حيث شغل وظائف متنوعة في أماكن مختلفة من البلاد، حتى بلغ وظيفته الحالية كقائد صف كبير في قاعدة الإمدادات "الطيرة"، التي تتولى المسؤولية عن تزويد الغذاء، والمعدات، والوقود والزيوت، لصالح مجندي جيش الدفاع في كل أنحاء البلاد بشكل عام وفي المنطقة الشمالية بشكل خاص بصفته ضابط انضباط حيث كان مسؤولاً عن تنظيم مراسم يوم الذكرى، وهو ما كان يجده في غاية الأهمية، فيهمني إكرام هذا اليوم الذي تم طرحه إحياءً لذكرى الشهداء بمن فيهم شقيقي، والتأثير على قلوب جنودي من أجلهم. نحن جميعًا نتشارك الألم والذكرى المرتبطين بهذا اليوم".
وهو يلخص قائلاً: "أحب الجيش ودولتي. وانطلاقًا من الألم الهائل أقف هنا اليوم بكل فخر واعتزاز مرتديًا الزي العسكري، إحياءً لذكرى شقيقي عمر رحمه الله وإحياءً لذكرى بقية شهداء معارك إسرائيل".