حماس: التنظيم الإرهابي الذي يحكم قطاع غزة

14.12.23

 

دعونا نعود إلى عام 1987.

كانت الانتفاضة الأولى ضد إسرائيل قد اندلعت حينها، حيث خرج من رحم جماعة الإخوان المسلمين في غزة مولود جديد أكثر عنفاً ألا وهو حماس، علماً بأن الاسم يأتي اختصاراً لحركة المقاومة الإسلامية.

ونشرت حماس ميثاقها الذي يدعو إلى قتل اليهود ويعلن الجهاد طريقاً للحركة ويرفض الحلول السلمية من حيث المبدأ، ويتعهد بغزو إسرائيل والاستشهاد في سبيل الله.

ووقع أول هجوم إرهابي رسمي لحماس في أوائل عام 1989، عندما اختطف عناصر الحركة جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي وقتلوهما، ثم دعت الحركة بعد ذلك بوقت قصير إلى "الجهاد ضد العدو الصهيوني في كل مكان وعلى كافة الجبهات وبكل الوسائل".

طوال التسعينيات، نفذت حماس تفجيرات انتحارية في جميع أنحاء إسرائيل، الأمر الذي جعل وزارة الخارجية الأمريكية تدرجها على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

35 שנה לאחר האינתיפאדה הראשונה - הלקחים ממנה רלוונטיים | דעה | מעריב

وفي عام 2000 بدأت الانتفاضة الثانية بشكل أكثر عنفاً من الانتفاضة الأولى، وصارت حماس تمارس الإرهاب ضد الإسرائيليين بالمزيد من التفجيرات الانتحارية، وعمليات الدهس بالسيارات، والاختطاف، إضافةً إلى إقدامها لأول مرة على إطلاق القذائف الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية.

לקחי האינתיפאדה: ליזום ולשלוט באירועים

كما أعدمت حماس سكان غزة الذين اشتبهت فيهم بالتعاون مع إسرائيل.

وقد خلف هذا الإرهاب، الذي ساد على مدى خمس سنوات، أكثر من 1000 قتيل إسرائيلي. وعند انتهاء الانتفاضة الثانية، حاولت إسرائيل السير على مبدأ "الأرض مقابل السلام".

وتمثل الأمر في سبتمبر/أيلول 2005، حيث انسحبت إسرائيل من جانب واحد من غزة، فيما قام جيش الدفاع الإسرائيلي بإبعاد أكثر من 9000 إسرائيلي من منازلهم في مختلف أنحاء قطاع غزة.

وهنا تبدأ في الحقيقة قصة حماس.

إذ أجرِيت في يناير/كانون الثاني 2006 انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث تنافست فيها حركتا حماس وفتح وأحزاب أخرى أصغر.

وفازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس وأصبح القيادي في الحركة إسماعيل هنية رئيساً للحكومة في غزة.

إذ أجرِيت في يناير/كانون الثاني 2006 انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث تنافست فيها حركتا حماس وفتح وأحزاب أخرى أصغر.

وفازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس وأصبح القيادي في الحركة إسماعيل هنية رئيساً للحكومة في غزة.

Will Palestinian elections result in a repeat of Hamas' 2006 victory? –  www.israelhayom.com

ولم تمضِ إلا فترة وجيزة حتى تسللت مجموعة من عناصر حماس إلى إسرائيل عبر نفق عابر للحدود واختطفت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وقتلت اثنين آخرين.

وفي الوقت نفسه أخذت حكومة الوحدة الوطنية بين حماس وفتح تتفكك بعد عام ونصف من الاشتباكات الداخلية الدموية.

وبلغ العنف ذروته في يونيو/حزيران 2007، عندما لم تتردد حماس في إلقاء أعضاء فتح من فوق أسطح المنازل في غزة، في إجراء سيئ السمعة تكلل بالسيطرة العسكرية الكاملة على غزة.

Hamas Executes Three Palestinians in Gaza

وهكذا سيطرت حماس منذ 15 يونيو/حزيران 2007 على كل مناحي الحكم والحياة في غزة.

ولم تكن هناك أي انتخابات منذ ذلك الحين.

وسرعان ما قامت حماس باستغلال غزة حتى الهلاك، محتفظةً بما أسمته "المقاومة المسلحة" ضد إسرائيل كأولوية قصوى لها، في حين أهملت الاحتياجات الأساسية لسكان غزة، على الرغم من أنها أصبحت تتحمل كامل المسؤولية عنهم.

ورفعت حماس الضرائب على الأعمال والشركات التجارية في غزة، وفرضت رسوماً على البضائع المهربة، وتلقت دعماً مقداره نحو 100 مليون دولار سنوياً من إيران، وحوّلت لصالحها مليارات الدولارات من المساعدات الدولية المقدمة إلى سكان غزة.

Iran agrees to renew funding to Hamas -- report | The Times of Israel

وجاءت كل هذه الإجراءات بغرض تمويل المصاريف المترتبة على إنتاج القذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار وإنشاء شبكة من الأنفاق تحت الأرض بطول 500 كيلومتر بقصد استخدامها للاختباء وممارسة العمليات العسكرية عبرها.

لقد صار قادة حماس يملكون المليارات، بينما كان أغلب سكان غزة يعانون من الفقر المدقع.

وفي ظل حكم حماس القمعي، يجري تعليم الأطفال والصبية في المدارس على أساس تحريضهم على قتل اليهود، ويتم تلقينهم وتدريبهم في معسكرات حماس الصيفية.

Arab elites vs Hamas - The Jerusalem Post

وتعاني النساء في غزة من تزايد معدلات العنف المنزلي، فيما يتعرض أفراد مجتمع الميم (المثليين) وغيرهم من المهمَّشين اجتماعياً، بشكل معتاد، لممارسات الحبس لا بل التعذيب والقتل. 

كما أن حماس اعتادت منذ تأسيسها تخزين أسلحتها في المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات.

وما زالت الحركة تستخدم حتى الآن المدنيين في غزة بشكل مشين كـ "دروع بشرية" لأغراضها الإرهابية.

Who is Hamas leader Yahya Sinwar? | 1A

وفي عام 2011، أطلقت حماس سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمس سنوات قضاها في الأسر، وذلك في إطار صفقة أفرجت فيها إسرائيل بالمقابل عن 1027 فلسطينياً ممن تمت إدانتهم بارتكاب عمليات إرهابية.

حينها عاد يحيى السنوار، المعروف باسم "جزار خانيونس"، إلى غزة وأصبح في نهاية المطاف القائد الرسمي الجديد لحماس.

Hamas: Negotiations may start once Israel releases prisoners

وفي صيف عام 2014، اختطف عناصر حماس في الضفة الغربية ثم قتلوا ثلاثة شبان إسرائيليين، وأطلقوا بالتالي حرباً دامت ما يقارب شهرين.

وتخلل عملية "الجرف الصامد" التي شنتها إسرائيل حينها، إطلاق 4500 قذيفة صاروخية من قبل عناصر حماس في غزة على الأراضي الإسرائيلية، في الوقت الذي دمر فيه جيش الدفاع الإسرائيلي 32 نفقاً تابعاً لحماس. ويشار إلى أن حماس انتهكت العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار الرسمية قبل نهاية الحرب.

وفي عام 2018، أطلقت حماس "مسيرة العودة الكبرى" وحثت سكان غزة على القيام بأعمال شغب أسبوعية عند السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل في محاولات لاختراقه وغزو إسرائيل بشكل جماعي، مما ينذر بما سيأتي في عام 2023.

كما اعتمدت حماس في تلك الفترة أساليب جديدة لإرهاب إسرائيل: فقد ربط عناصرها المتفجرات بالبالونات والطائرات الورقية ثم أطلقوها باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى حرق وتدمير مساحات شاسعة تقدَّر بآلاف الدونمات من الأراضي في مختلف أنحاء جنوب إسرائيل.

واستمرت أعمال الشغب العنيفة وهجمات الحرق المتعمد هذه لمدة عامين تقريبًا، وبلغت ذروتها في مايو/أيار 2019، عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.

وجاء التصعيد الرئيسي التالي في مايو/أيار 2021 عندما أطلقت حماس وابلاً من القذائف الصاروخية باتجاه القدس، مما حدا بإسرائيل إلى إطلاق عملية "حارس الأسوار".

وأطلق عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال تلك المواجهة العديد من القذائف الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية، حيث صار عددها بالمجمل، خلال 12 يوماً فقط من الاشتباكات، يماثل ما كان قد تم إطلاقه على مدى شهرين في عام 2014.

התמונה האייקונית של הלחימה בעזה שמשגעת את העולם | כלכליסט

وبعد مرور عامين، نفذت حماس الهجوم الذي أصبح اليوم الأكثر دموية مما تعرض له اليهود منذ المحرقة النازية (الهولوكوست).

إذ اخترق ما يقارب 3000 شخص من مخربي حماس، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الحدود واجتاحوا الأراضي الإسرائيلية وذبحوا أكثر من 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بالتزامن مع إطلاق آلاف من القذائف الصاروخية على مختلف ربوع إسرائيل.

واحتجزت حماس كرهائن حوالي 240 شخصاً من المدنيين، أطفالاً ونساءً ورجالاً وكبار السن، من الإسرائيليين والأجانب.

Israel shows horrific footage of October 7th atrocity to journalists in NYC  after Gal Gadot screening event in LA turns violent as Consul General says:  'After 9/11, no one told the US

The Most Well-documented Massacre In History - I24NEWS

Israeli female soldiers shot in crotch, vagina, breasts on October 7' -  Israel News - The Jerusalem Post

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت حماس وإسرائيل في حالة حرب، حيث لا يفوَّت عناصر حماس أي فرصة للاختباء خلف المدنيين في غزة، بما يشمل ممارسة عملياتهم داخل المستشفيات، وارتداء ملابس مدنية أثناء القتال، ومنع المدنيين في غزة من إخلاء مناطق القتال.

عندما أطلقت حماس هذه الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن هدفين رئيسيين يضعهما نصب عينيه في القتال:

أولاً، إعادة جميع المختطفين الى يارهدم؛ ثانياً، القضاء على حماس.