دعونا نستعرض جميع أبعاد ممارسات حماس الاستغلالية لأغراض إرهابية

14.12.23

 

استغلال حماس للمواقع المدنية من أجل إنشاء البنى التحتية تحت الأرض

تعمل منظمة حماس الإرهابية منذ أكثر من عقد من الزمن، مستفيدة بين أمور أخرى من الأموال الدولية، من أجل إنشاء بنى تحتية واسعة النطاق تحت الأرض.

وتوجد مئات الكيلومترات من الأنفاق على امتداد قطاع غزة، بينما يقوم عناصر المنظمة الإرهابية بإنشائها في مناطق مدنية ومواقع حساسة مثل المدارس والمستشفيات. وتعتبر منظمة حماس الإرهابية أن الأنفاق أماكن أكثر أماناً من غيرها، لأن مهاجمة الأنفاق المحفورة تحت المناطق المأهولة قد تلحق أضراراً فادحة بالمباني والعمارات المشيَّدة فوقها.

وتم في إطار نشاطات جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الحرب الدائرة حالياً، اكتشاف شبكات كبيرة واستراتيجية تحت الأرض تابعة لحماس، والتي تم إنشاؤها في مثل هذه المواقع.

وتبين أنه كان قد تم في بعض المستشفيات، مثل مستشفى الشفاء، حفر أنفاق إرهابية تحتوي على مقرات وغرف قيادة وسيطرة ومستودعات وورشات لإنتاج الأسلحة وغرف إقامة للإرهابيين وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، وكما تم الكشف عنه في مستشفى الرنتيسي، فقد احتجز نشطاء حماس الإرهابيون في هذه الأنفاق العديد من المختطفين الإسرائيليين. ويقع مسار النفق الرئيسي الذي تستخدمه كتيبة بيت حانون التابعة لحماس في محيط المستشفى الإندونيسي. ليس هذا فحسب بل إن المستشفى الإندونيسي قد أنشِئ عمداً فوق مسار النفق تحت الأرضي التابع لحماس. ويشار إلى أن الانهيارات الترابية ونشوء البالوعات في الأرض تؤدي أيضًا الكشف عن مسارات الأنفاق تحت الأرض. إذ أسفرت بعض الغارات الإسرائيلية عن انهيار التراب في المواقع الحساسة، مما يدل على وجود مترو أنفاق في هذه المناطق، ومن الأمثلة عليها مدرسة البنات الابتدائية الجديدة في جباليا.

استخدام سيارات الإسعاف من قبل منظمة حماس الإرهابية لأغراض إرهابية

تستغل منظمة حماس الإرهابية الحماية التي تحظى بها سيارات الإسعاف، على اعتبار أنها من المفترض أن تساعد المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي والوصول إلى المستشفيات. ورصدت وسائل المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية البصرية المختلفة على مر السنين العديد من سيارات الإسعاف العاملة في مناطق مختلفة وحتى داخل النقاط والمواقع العسكرية التابعة لحماس، في إطار النشاطات التي استهدفت تدريب نشطاء الإرهاب التابعين للمنظمة على قيادة سيارات الإسعاف في أوقات الحرب، لنقل كبار قادة الحركة والوسائل القتالية. 

واستخدم عناصر منظمة حماس الإرهابية خلال أوقات الطوارئ، وكذلك خلال الحرب الحالية، سيارات الإسعاف لنقل القذائف الصاروخية وغيرها من الوسائل القتالية، فضلاً عن نقل قيادات المنظمة ونشطاء إرهابيين لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وحتى خلال أحداث مجزرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استخدمت منظمة حماس الإرهابية سيارات الإسعاف لنقل عناصرها وكذلك لنقل المختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة، بما في ذلك من وإلى المستشفيات أو إيصالهم إلى مناطق أخرى. كما تبين خلال العملية أن مخربي حماس الذين يقودون سيارات الإسعاف يرتدون بدلات الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات.

استخدام حماس لجهاز التعليم وسيلةً لنشر الإرهاب

تستخدم منظمة حماس الإرهابية المدارس والجامعات لتربية الأطفال والشباب والطلاب الجامعيين على عقيدتها الإرهابية، ودعم حماس والتعاون معها. وتمت خلال الحرب الدائرة حالياً مصادرة العديد من المواد التي تظهر أساليب التربية على الإرهاب التي تمارسها المنظمة في قطاع غزة، على شكل كتب تعليمية حول العمليات الإرهابية، والمناهج الدراسية التي تحضّ على معاداة اليهود واستهداف الإسرائيليين، وكذلك كتب إرشادية تتناول تفجير العبوات الناسفة وغيرها. كما ضبط أجهزة حاسوب تابعة لمخربي حماس تحتوي على مقاطع فيديو تظهر كيف يقوم مخربو حماس بتعليم أطفالهم وأقاربهم، وبعضهم من الأطفال صغار السن، على إطلاق النار. وتم الكشف عن مقاطع فيديو أخرى تظهر الألعاب التي كانت تجري في رياض الأطفال والمدارس اختصّ المشاركون فيها بتنفيذ عمليات الطعن وغيرها.

وتعمل منظمة حماس الإرهابية أيضاً في المؤسسات الأكاديميات والجامعات فيما يتعلق بالتأهيل المهني. إذ تستخدم منظمة حماس الإرهابية الجامعات لإكساب عناصرها المهارات والكفاءات المطلوبة لاستخدام الأسلحة والذخيرة وتطوير المتفجرات والتعامل مع والمواد الكيميائية.

وكما تبين أثناء الحرب، يجري في كلية العلوم التابعة للجامعة الإسلامية، تأهيل نشطاء منظمة حماس الإرهابية المتخصصين بإنتاج وصناعة الوسائل القتالية في مجال الكيمياء، لا بل إن بعض مسؤولي دائرة الكيمياء التابعة لحماس حصلوا على مؤهل أكاديمي من هذه الجامعة.  كما يقوم بعض مخربي حماس بإلقاء محاضرات في جامعات مختلفة في قطاع غزة في إطار محاولة المنظمة لنشر عقيدتها الإرهابية القاتلة وتأهيل نشطائها في مختلف المجالات

حركة حماس في الفضاء الدولي

تعمل قيادة منظمة حماس الإرهابية خارج قطاع غزة منذ عدة سنوات. وكانت قيادة التنظيم تتخذ خلال فترة معينة من سوريا مقراً لها، على أنها غادرت الأراضي السورية بعد الحرب الأهلية التي عصفت بهذا البلد، حيث يعمل معظم أعضاء قيادة حماس منذ ذلك الحين انطلاقاً من تركيا وقطر.

ويعيش حالياً نحو ربع أعضاء المكتب السياسي لحماس المنحدرين أصلاً من قطاع غزة في الخارج، مما يدل على انقطاعهم عن شؤون القطاع الداخلية والمدنيين القاطنين فيه.

إن نشاط تنظيم حماس في دول المنطقة، وخاصة في الدول الإسلامية، يمنحها فرصة لبناء علاقات دولية، ونيل الشرعية الدولية ويكون بالنسبة لها منصة تتيح جمع الأموال والوسائل القتالية والحصول على المعلومات المطلوبة في مناطق الداخل الفلسطيني - الضفة الغربية وقطاع غزة. وتمارس القيادة الخارجية لحماس فعالياتها الجارية مستعينةً بالعديد من المساعدين وتعتمد على جهات متعددة في مجال التجارة والأعمال لتمويل الأنشطة الإرهابية الخاصة بالمنظمة، وذلك من خلال محلات الصرافة وغيرها من الطرق والأساليب

استخدام حماس للمنصات الرقمية والشخصية الوهمية

تقوم منظمة حماس الإرهابية، بالتعاون مع دول المحور الشيعي (لبنان، سوريا، إيران...) بتشغيل شبكات من المعرّفات الشخصية الوهمية على الإنترنت من أجل جمع المعلومات من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي. وتتمثل الطريقة الأكثر شيوعًا لتشغيل هذه الشبكات بانتحال شخصية النساء المغريات، غالبًا من خلال نشر الصور الكاشفة، حيث تسعى هذه "الفتيات"، من خلال إجراء محادثات الدردشة باللغة العبرية، الحصول على معلومات حول جيش الدفاع الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى، وكذلك حول الملفات المدنية التي تكون في صلب اهتمامات المنظمة. وكشف جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الحرب الدائرة حالياً عن شبكة من البروفايلات الوهمية التي عملت بهدف جمع المعلومات عن مواقع القوات الإسرائيلية في مناطق التجمع وكذلك عن نوايا جيش الدفاع الإسرائيلي قبل وأثناء المناورة البرية في قطاع غزة.

إضافة إلى ذلك، تدير منظمة حماس الإرهابية صفحات على منصات وتطبيقات مختلفة مثل تيليغرام وإنستغرام وغيرها، حيث تنشر فيها مقاطع فيديو وصور تُظهر واقعاً مشوهاً للحقيقة، بما يشمل أيضاً تزوير العديد من المواد، بهدف زيادة الشرعية الدولية للمنظمة وممارسة الضغوط الدولية على إسرائيل.