كانت حدود دولة إسرائيل مع لبنان بعد حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948 حدودًا هادئة. حيث كان لبنان أول دولة عضوة في جامعة الدول العربية توقع على اتفاقات الهدنة في عام 1949 ولم يشارك في حرب الأيام الستة في عام 1967 أو حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973.
بعد اتفاق القاهرة عام 1969، بدأت الجماعات الإرهابية الفلسطينية في استخدام لبنان كقاعدة لارتكاب عمليات إرهابية استهدفت المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يعارضونها، والإسرائيليين من سكان المنطقة الشمالية الإسرائيلية، وكذلك المؤسسات والمواطنين الإسرائيليين واليهود في كافة أنحاء العالم.
وقد اشتد تموضع الجماعات الإرهابية الفلسطينية في لبنان بعد طردها من المملكة الأردنية الهاشمية. حيث حاولت الجماعات الفلسطينية هناك اغتيال الملك حسين وزعزعة استقرار نظام الحكم الهاشمي. وأدت أفعالهم في نهاية المطاف إلى ما بات يُعرف باسم "أحداث أيلول الأسود" (1970) بين الجماعات الفلسطينية والجيش الأردني، والتي قضت خلالها قوات الجيش الأردني على الآلاف من الإرهابيين الفلسطينيين.
احتلال الجماعات الإرهابية الفلسطينية لجنوب لبنان
وفي أعقاب تموضعها في لبنان أصبحت العمليات الإرهابية الوحشية وإطلاق نيران المدفعية باتجاه البلدات الشمالية الإسرائيلية متكررة على نحو متزايد. من بين أبرز العمليات الإرهابية الدموية التي أرتكِبت أوائل السبعينيات من القرن الماضي كانت عملية أفيفيم الإرهابية في عام 1970، التي قتِل فيها 13 مواطنًا إسرائيليًا، بمن فيهم 8 أطفال، ثم اختطاف طائرة سابينا في عام 1972، وقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا في أولمبياد ميونخ في عام 1972، وقتل 25 مواطنًا من بينهم 22 طفلاً في بلدة معالوت في عام 1974، وقتل أم وطفليْها في نهاريا في ذلك العام، وقتل 18 إسرائيليًا، من بينهم 15 طفلاً آخر في كريات شمونة أيضا في ذلك العام، وقتل 8 مواطنين إسرائيليين في تفجير فندق سافوي (1975)، واختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية إلى عنتيبي (1976) وغير ذلك.
الحرب الأهلية اللبنانية
في منتصف أبريل 1975، اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، حيث كثفت سوريا خلالها تدخلها في البلاد ونشرت فيها قواتها العسكرية. وقد عززت المشاركة السورية المتزايدة القبضة الفلسطينية على جنوب لبنان وأدت إلى تكثيف أنشطة الجماعات الإرهابية الفلسطينية ضد إسرائيل. تلقت الجماعات الإرهابية الفلسطينية التمويل والتدريب العسكري من الاتحاد السوفيتي وليبيا والعراق ودول أخرى.
كما أن الحرب الأهلية والاحتلال الفلسطيني لجنوب لبنان شكلا شراكة مصالح بين إسرائيل وسكان جنوب لبنان، الذين عانوا من العنف والجريمة والإرهاب الذي مارسه الفلسطينيون هناك.
لقد بدأت إسرائيل في مساعدة سكان جنوب لبنان الذين أوكلتهم الدولة اللبنانية مصيرهم ماليًا وطبيًا وعسكريًا ضد الإرهاب الفلسطيني باستخدام الأسلحة والتدريب من أجل تحقيق المصلحة المشتركة ألا وهي تطهير جنوب لبنان من النشاط الإرهابي الفلسطيني. كانت القوات العسكرية التي أنشأها سكان جنوب لبنان تسمى جيش لبنان الحر بقيادة الرائد سعد حداد.