لقد شكل الهجوم الذي شنه العدو من عدة جبهات ضدّ إسرائيل بهدف تدمير الدولة اليهودية مفاجأة الى حد ما بالنسبة لجيش الدفاع الذي لم يكن يتوقع موعد انطلاقه، إلا أن ما تحلى به الجنود الإسرائيليون من قوة إرادة والتزام بإنجاز المهمة، حيث كان يقاتلون في سبيل نهضة وطنهم التاريخي، قد مكنهم من قلب المعادلة لينتقل جيش الدفاع من الدفاع إلى الهجوم على الأعداء وفي عقر دارهم.

ومع انتهاء المعارك على الجبهة المصرية تمكن جيش الدفاع من السيطرة على شبه جزيرة سيناء بأكملها وعلى الضفة الشرقية لقناة السويس. وتولت قيادة المنطقة الجنوبية المسؤولية عن المساحة، التي بلغت حجمها ثلاثة أضعاف مساحة دولة إسرائيل والتي احتوت على شرائط ساحلية طويلة للغاية. بالإضافة إلى ذلك سيطر سلاح الجو على ثلاثة مطارات رئيسية في سيناء وتواجد على بُعد 101 كيلومتر فقط عن العاصمة المصرية القاهرة.

أما على الجبهة السورية فقد تمكن جيش الدفاع من استعادة كافة المناطق التي تم احتلالها منه في مطلع الحرب في هضبة الجولان وقد وصل هناك أيضًا إلى بُعد 40 كيلومترًا فقط عن العاصمة السورية دمشق.

وقد انتهى العدوان الغاشم ضد إسرائيل والتهديدات المتبجحة بتدميرها، بانتصار ساحق لجيش الدفاع والذي أدى بمصر وسوريا إلى التخلي عن كافة مطالبهما المسبقة. في شهر يناير 1974 وقع قائد الجيش المصري محمد عبد الغني الجمسي مع نظيره الإسرائيلي رئيس أركان جيش الدفاع دافيد إلعازر على اتفاقية فصل القوات مع إسرائيل بشكل رسمي في الكيلومتر الـ 101 في طريق القاهرة - السويس ولاحقًا في التاريخ الموافق 31 مايو 1974 وقعت سوريا هي الأخرى على اتفاقية فصل القوات مع إسرائيل في مدينة جنيف السويسرية. وقد كانت هتان الاتفاقيتان بمثابة تعبير عن الفشل الذريع للمطامع العدوانية العربية، حيث تم إبرامهما دون الانسحاب من المناطق التي كانت إسرائيل قد حصلت عليها قبل ذلك وقد حظيت إسرائيل بمكانة أمنية وبقوة ردع ما زالتا ساريتين إلى يومنا هذا، بدليل عدم تجرؤ أي دولة عربية على شن قتال مباشر ضد إسرائيل، وذلك انطلاقًا من الإدراك الراسخ بقوتها العسكرية وبعدالة قضيتها.

ودعت الهزيمة في الحرب الرئيس المصري أنور السادات إلى الاعتراف بسيادة وقوة إسرائيل وبأن العدوانية تجاه إٍسرائيل واليهود لم تحقق لهم سوى الخسائر الضخمة. لهذا السبب، كان الزعيم العربي الأول الذي اختار مسار الاعتراف بإسرائيل وفيما بعد المفاوضات واتفاقية السلام معها بعد توقيع اتفاقية فصل القوات بـ 5 سنوات.